
مشاركة مايكروسوفت في توفير البنية التحتية للذكاء الاصطناعي لإسرائيل
مقدمة
في السنوات الأخيرة، أصبحت شركات التكنولوجيا الكبرى مثل مايكروسوفت جزءًا من النقاش العالمي حول أخلاقيات استخدام التكنولوجيا في الصراعات السياسية والعسكرية. ومن أبرز الأمثلة البارزة والمثيرة للجدل تعاون مايكروسوفت مع الحكومة الإسرائيلية في توفير البنية التحتية للذكاء الاصطناعي التي يُزعم أنها تُستخدم لقمع الفلسطينيين.
تستكشف هذه المقالة:
- كيف توفر مايكروسوفت البنية التحتية للذكاء الاصطناعي لإسرائيل
- أمثلة محددة على استخدام هذه التقنيات ضد الفلسطينيين.
- الانتقادات الأخلاقية والقانونية لشركة Microsoft.
- دور شركات التكنولوجيا في الصراعات العالمية.
1. مايكروسوفت وإسرائيل: شراكة استراتيجية في مجال الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني
A. اتفاقيات شراكة مايكروسوفت مع إسرائيل
تتعاون شركة مايكروسوفت مع الحكومة الإسرائيلية وقطاع التكنولوجيا فيها منذ سنوات من خلال:
مراكز بيانات أزور في إسرائيل
- تم إطلاق مراكز بيانات Azure السحابية من Microsoft في إسرائيل في عام 2021، وهي توفر بنية تحتية قوية لمعالجة البيانات الضخمة وتشغيل أنظمة الذكاء الاصطناعي.
- ويقال إن هذه المراكز تستخدم من قبل الجيش الإسرائيلي والأجهزة الأمنية الإسرائيلية لتطوير أنظمة المراقبة والتحليل الآلي.
برنامج الذكاء الاصطناعي للأمن القومي
أبرمت مايكروسوفت شراكة مع شركات إسرائيلية متخصصة في المراقبة والاستخبارات العسكرية، بما في ذلك
- AnyVision - شركة للتعرف على الوجه وتتبع الحركة.
- مجموعة NSO - المعروف ببرنامج بيجاسوس للتجسس على الهواتف.
العقود مع الجيش الإسرائيلي
تشير الوثائق المسربة إلى أن مايكروسوفت زودت وحدات الاستخبارات الإسرائيلية بأدوات الذكاء الاصطناعي لتحليل الصور والاتصالات.
2. كيف يتم استخدام الذكاء الاصطناعي من مايكروسوفت ضد الفلسطينيين؟
A. أنظمة المراقبة الجماعية
التعرف على الوجه
- تعمل تقنيات مايكروسوفت (مثل Azure AI) على تشغيل كاميرات المراقبة في جميع أنحاء الضفة الغربية والقدس الشرقية لتتبع السكان الفلسطينيين.
- مثال على ذلك: في الشيخ جراح، تم التعرف على المتظاهرين في الشيخ جراح من خلال الكاميرات الذكية المدمجة مع برنامج مايكروسوفت.
تحليلات البيانات الضخمة
- يجمع جيش الدفاع الإسرائيلي البيانات من وسائل التواصل الاجتماعي وكاميرات المراقبة والهواتف. وتُستخدم خوادم Azure لتحليل هذه البيانات والتنبؤ بتحركات الفلسطينيين.
B. القمع الرقمي والاستهداف المنهجي
استهداف النشطاء الفلسطينيين
وفقًا لمنظمات حقوق الإنسان مثل منظمة العفو الدولية، ساهمت أنظمة الذكاء الاصطناعي المدعومة من مايكروسوفت في
- اعتقال الأفراد بناءً على نشاطهم على وسائل التواصل الاجتماعي.
- تحديد عائلات مقاتلي المقاومة من خلال تحليل البيانات.
التمييز في الخدمات الرقمية
وقد ورد أنه تم استخدام بعض خدمات Microsoft في:
- حظر المواقع الإخبارية الفلسطينية عبر Azure Security.
- تقييد الوصول إلى أدوات تطوير البرمجيات للفلسطينيين.
3. الانتقادات الأخلاقية والقانونية ضد مايكروسوفت
A. انتهاكات حقوق الإنسان
اتهمت منظمات مثل هيومن رايتس ووتش وبتسيلم مايكروسوفت بما يلي:
- تسهيل جرائم الحرب من خلال تقنياتها.
- تعزيز نظام الفصل العنصري في الأراضي المحتلة.
B. انتهاك مبادئها الخاصة
يُقال إن تصرفات مايكروسوفت تتناقض مع ما أعلنته من "مبادئ الذكاء الاصطناعي المسؤول."
C. الدعوات لمقاطعة مايكروسوفت
حملات النشطاء مثل 1TP5بويكوت مايكروسوفت دعت الشركة إلى
- إنهاء تزويد إسرائيل بالتقنيات العسكرية.
- الإفصاح العلني عن جميع العقود المتعلقة بالأمن.
4. دور شركات التكنولوجيا في النزاعات: أين المسؤولية؟
تثير هذه القضية أسئلة أوسع نطاقاً حول مسؤولية الشركات:
- هل يجب على شركات التكنولوجيا بيع أدواتها للجيوش؟
- كيف ينبغي تنظيم استخدام الذكاء الاصطناعي في النزاعات؟
- ما هو الدور الذي يمكن أن يلعبه الموظفون والمطورون والمستثمرون في فرض المعايير الأخلاقية؟
تشمل الحلول المقترحة ما يلي:
- الرقابة الدولية على عقود التكنولوجيا العسكرية.
- تشريع يحظر استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي في قمع المدنيين.
- الضغط العام والمهني على شركات مثل مايكروسوفت لتبني ممارسات تجارية أخلاقية.
5. الخاتمة
باعتبارها واحدة من عمالقة التكنولوجيا الرائدة في العالم، تتحمل مايكروسوفت المسؤولية الأخلاقية والقانونية عن كيفية نشر تقنياتها. وعلى الرغم من التزامها العلني بما يلي "تمكين كل شخص على هذا الكوكب" إن تورط مايكروسوفت في تزويد إسرائيل بأدوات الذكاء الاصطناعي المستخدمة لقمع الفلسطينيين يضع هذه القيم موضع تساؤل.
هذه القضية تتجاوز مايكروسوفت - فهي تعكس التحدي الأوسع نطاقاً المتمثل في ضمان أن تخدم التكنولوجيا الإنسانية بدلاً من أن تصبح أداة للسيطرة. فالعالم يترقب الآن ليرى ما إذا كانت مايكروسوفت ستلتزم بحقوق الإنسان أم ستستمر في إعطاء الأولوية للأرباح على المبادئ.